تُعد جلطات الساقين (DVT) من أخطر مشكلات الأوعية الدموية، حيث تتسبب في انسداد الأوردة العميقة وتؤدي إلى تورم وألم شديدين، وقد تنتقل الجلطة إلى الرئتين مسببة جلطة رئوية تهدد الحياة.
في عيادة د. محمد رفيق سعفان نقدم خطة علاجية دقيقة ومتدرجة حسب نوع الجلطة ومرحلتها لضمان إذابتها ومنع مضاعفاتها نهائيًا.
طرق علاج جلطات الساقين
1) العلاج الدوائي
متى يُستخدم: الخط العلاجي الأول لمعظم حالات الجلطة الوريدية العميقة إذا لم توجد موانع لاستعمال مضادات التخثر.
كيفية العمل: تبدأ الموميّعات (مثل الهيبارين، نوفاريني/هيبارين منخفض الوزن الجزيئي، أو مضادات الفم الحديثة — DOACs) بسرعة لمنع ازدياد حجم الجلطة ومنع جلطات جديدة، مما يعطي جسم المريض فرصة لتفكيك جزء من الخثرة تدريجياً. عادة تكون مدة العلاج الأولية 3 أشهر على الأقل، وتُمدّد حسب سبب الجلطة وعوامل الخطر.
الفائدة: تقليل خطر انتقال الجلطة للرئتين (PE) ومنع تكرار الجلطات.
المخاطر/المتابعة: خطر النزف (مهم مراقبة وظائف الكلى، العدلات، واختبارات النزف عند الحاجة). في بعض الحالات يُحتاج تعديل الجرعة أو اختيار دواء بديل. المتابعة الدورية مهمة لتحديد مدة العلاج.
2) الجوارب الضاغطة الطبية
متى تُستخدم: تُستخدم كعلاج داعم بعد حدوث DVT للمساعدة في تقليل التورم والألم وتحسين عودة الدم من الساق. تُوصف أحيانًا لتقليل خطر متلازمة ما بعد الجلطة (Post-Thrombotic Syndrome — PTS)، لكن الأدلة ليست قاطعة بالكامل وتختلف التوجيهات حول الاستخدام الوقائي الروتيني.
كيفية العمل: جوارب مراتب الضغط (graduated compression) تضغط تدريجيًا من الكاحل إلى أعلى الساق فتُحسّن تصريف الدم الوريدي وتقلل الاحتقان. توصف درجات ضغط ومقاسات مختلفة حسب الحالة.
الفائدة: تحسين الأعراض (تورم، ألم) لدى كثير من المرضى؛ قد تقلل احتمال حدوث PTS لدى بعض المرضى.
المخاطر/القيود: غير مناسبة إذا كانت هناك مشاكل شريانية حادة في الطرف (تحتاج فحص ودرجات ضغط شرياني قبل الاستخدام)، أو عند وجود جلد تالف شديد. بعض الدراسات أشارت إلى جودة أدلة منخفضة بشأن الوقاية المطلقة من PTS، لذلك القرار يكون مخصصًا للمريض.
3) إذابة الجلطة موضعيًا
متى تُستخدم: تُفكر عند وجود جلطة كبيرة ممتدة خاصة في الوريد الحرقفي-الفخذي (iliofemoral DVT) التي تُسبب ألم شديد أو خطر فقدان وظيفة الطرف أو تهديد للعضو (limb-threatening), أو عندما يكون الهدف تقليل خطر المتلازمة ما بعد الجلطة لدى مرضى مختارين. تُستخدم عندما تفوق المنافع مخاطر النزف.
كيفية الإجراء: تحت إشراف تصويري، تُدخل قسطرة إلى مكان الخثرة وتُحقن أدوية مذيبة للجلطات (مثل alteplase) مباشرة داخل الخثرة بجرعات منخفضة ومستمرة — هذا يزيد فعالية الذوبان ويقلل التعرض الجهازي للدواء. قد يُكمل الفريق بإجراءات توسيع أو استئصال بقايا الخثرة.
الفائدة: حل أسرع للخثرة، استعادة نفاذية الوريد بشكل أفضل، وقد تقليل خطر PTS في بعض الحالات المختارة.
المخاطر: أهمها خطر النزف (الداخلي أو النزف الحاد)، ولذلك تُقيَّم المؤشرات والموانع (نزف نشط، جراحة حديثة، ضغط دم غير مسيطر عليه، تاريخ سكتة نزيفية) قبل الإجراء. القرار يتّخذ بعد تقييم فردي.
4) القسطرة التداخلية و استئصال الجلطة الميكانيكي
متى يُستخدم: خيار متزايد في الجلطات الحادة الكبيرة (خصوصًا iliofemoral) أو عندما يكون الذوبان الدوائي غير كافٍ أو مرفوض بسبب مخاطر النزف، أو كمكمّل لإذابة موضعية لتسريع إزالة الخثرة. مفيد أيضًا عندما يريد الفريق تقليل وقت التعرض للعلاج المذيّب.
كيفية الإجراء: تُدخل قسطرة خاصة تحمل أدوات ميكانيكية (مثل أجهزة الشفط، أجهزة القص أو الدوّارة أو ClotTriever/AngioJet وغيرها) إلى الخثرة وتُزال ميكانيكيًا أو تُكسّر وتُستنشق عبر الجهاز. الإجراء يتم تحت تصوير الأشعة ويكون أقل اجتياحًا من الجراحة المفتوحة.
الفائدة: استعادة سريعة للتدفق الوريدي، تقليل مدة الإقامة، نتائج جيدة في استعادة نفاذية الوريد وتقليل الأعراض الحادة؛ في بعض السلاسل التحليلية أظهرت معدلات نجاح ومضاعفات مقبولة.
المخاطر: إصابة الأوعية، نزف موضعي، انسداد جزئي متبقي. لا يزال اختيار الجهاز والنهج يعتمد على خبرة الفريق وحالة المريض.
5) الفلتر الوريدي
متى يُستخدم: لا يُنصح بالاستخدام الروتيني. يُعتبر خيارًا عندما يوجد خطر عالٍ لانتقال الجلطات للرئتين (Pulmonary embolism) والعلاج الدوائي غير ممكن أو موانع مباشرة لمضادات التخثر (مثل نزف حاد، جراحة قريبة تمنع التمييع) أو عند فشل المضادات الدوائية مع استمرار حدوث جلطات. بعض المرشحات يمكن إزالتها لاحقًا عندما يتحسن المريض.
كيفية الإجراء: يُركّب الفلتر عبر قسطرة في الوريد الأجوف السفلي لتجميع الجلطات قبل وصولها للرئتين. الإجراء قصير وعادة يتم تحت تخدير موضعي وتصوير.
الفائدة: يقلل خطر حدوث جلطة رئوية لدى المرضى الذين لا يستطيعون التلقي العلاج المثالي.
المخاطر/القيود: مخاطر تركيب الفلتر (خروج عن المكان، تسلل، تجلّط حول الفلتر)، وزيادة احتمال حدوث DVT لاحقًا إذا تُرك الفلتر طويلًا. التوجيهات الحديثة توصي بعدم الاستخدام الروتيني وتشجّع على الإزالة عندما تصبح غير ضرورية. القرار يجب أن يكون مخصصًا وبناءً على إرشادات متخصصة.
💡 لماذا تختار عيادة د. محمد رفيق سعفان؟
خبرة واسعة في جراحة الأوعية الدموية وعلاج القدم السكري.
استخدام أحدث تقنيات القسطرة التداخلية والجراحة الدقيقة.
خطة علاج فردية لكل مريض لضمان أفضل النتائج وأقصى درجات الأمان.